مصر بين الدول غير الحرة فى التصنيف السنوى لفريدوم هاوس


أصدرت منظمة 'فريدوم هاوس' الأمريكية مسحها السنوى عن الحريات السياسية والحقوق المدنية فى العالم، والذى جاء تصنيف مصر فيه بين الدول 'غير الحرة' بشكل عام، وكانت أوضاع الصحافة فيها غير حرة، بينما كانت حرة جزئياً فيما يتعلق بالإنترنت.

وقالت المنظمة فى بيان صحفى بمناسبة إطلاق هذا المسح السنوى الذى اعتادت إجراءه منذ عام 1972، إن الانتفاضات السياسية التى اكتسحت العالم العربى على مدار العام الماضى تمثل التحدى الأكبر للحكم المستبد منذ انهيار الاتحاد السوفيتى.

وعلى الرغم من أن الربيع العربى أدى على تقدم غير مسبوق فى بعض البلدان، إلا أنه أثار ردود أفعال قاسية وفى بعض الأحيان قاتلة، مع استمرار تمسك بعض الزعماء بقمع أى تهديدات حقيقية أو محتملة لحكمهم، وكانت تداعيات هذا الأمر محسوسة فى كل أنحاء الشرق الأوسط وكذلك فى الصين وأوراسيا وأفريقيا.

وبشكل عام سجل التقرير تراجع 26 دولة فى الحريات فى عام 2011، مقابل 12 دولة فقط أظهرت تحسينات. وبينما كانت المكاسب الأهم فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متمركزة بشكل أكبر فى تونس ومصر وليبيا، إلا أن تلك المنطقة أيضا كان بها أشد التراجعات مع دول زادت فيها أوضاع الحريات سوءاً مثل البحرين وإيران ولبنان والسعودية وسوريا والإمارات واليمن. وتراجعت سوريا والسعودية تحديداً إلى أسوأ مرتبة بحسب التصنيف، وهما الدولتان اللتان تعاملتا مع الربيع العربى بشكل عنيف.

وقال ديفيد كرايمر، رئيس منظمة فريدوم هاوس: 'إنا مررنا بفترة بدا فيها أن الأنظمة الاستبدادية فى العالم فى تقدم بينما تتراجع الديمقراطية، إلا أن اتجاهات العام الماضى منحتنا سبباً للتفاؤل خاصة الانتفاضات التى شهدتها منطقة من العالم رفض فيها معظم المراقبين فكرة التغيير الديمقراطى واعتبروه دون جدوى'.

وأضاف أننا فى لحظة تاريخية ومن الضرورى أن تشارك الولايات المتحدة بشكل كامل فى عملية لبناء الديمقراطى الصعبة.

وجاء تصنيف مصر فى التقرير بين الدول غير الحرة ومعها ليبيا، بينما كان التطور الأكثر أهمية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو تصنيف تونس بين الدول 'الحرة جزئيا' لتضع نفسها بين قائمة الديمقراطيات الانتخابية. وهى الدولة الوحيدة التى تغير تصنيفها للأفضل فى تقرير هذا العام، بينما كان التغير الثانى لدولة جامبيا التى تراجعت إلى الدول غير الحرة، بعد أن كانت تصنف حرة جزئياً.


ومن النتائج العامة لمسح فريدوم هاوس، أن عدد الدول 'الحرة' ظل كما هو لم يتغير عن تصنيف العام الماضى وهو 87 دولة تمثل 45% من إجمالى الدول التى شملها المسح وعددها 195 دولة. وكذلك الدول الحرة جزئيا ظل عددها عن 60 دولة بنسبة 31%، فى حين أن الدول غير الحرة كان عددها 48 دولة بنسبة 24%.

وأشار تقرير فريدوم هاوس إلى الهجوم على المنظمات الحقوقية المحلية والأجنبية فى مصر من جانب قوات الشرطة والجيش، وقال التقرير إن سلوك السلطات المصرية سواء فى عهد مبارك أو الآن يعكس عداء شديداً لمنظمات المجتمع المدنى التى تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا يشير إلى استمرارية مؤسسية أكبر بين الدولة الراهنة والنظام القديم، وهو ما سيمثل عقبات رئيسية أمام التنمية الديمقراطية فى الأشهر والسنوات المقبلة.

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad