بعد مرور ذكرى الثورة بسلام.. هل يعاقب أصحاب شائعات "حرق مصر" بتهمة "إيهام الرأى العام"؟



بين دعوات حذرت من أعمال فوضى ستجتاح التحرير وأخرى أكدت من وجود أيادٍ تعبث بأمن البلاد، مرت الذكرى الأولى للثورة فى أبهى صورها، فبينما احتشدت أعداد هائلة من المصريين فى ميدانهم الذى أسقطوا منه "المخلوع" عادوا إليه مرة أخرى للمطالبة بالتزامهم باستمرارية الثورة وأهدافها بل وسلميتها، وإصرارهم على القصاص للشهداء، مر اليوم بسلام ليؤكد المصريين على مواصلتهم فى إبهار العالم، فهل يعاقب أصحاب شائعات "حرق مصر" بتهمة "إيهام الرأى العام"؟، كنوع من المساواة مع بعض النشطاء الذين يتم التحقيق معهم الآن بنفس التهمة.
ففى أثناء المؤتمر الذى عقده اللواء عادل عمارة – عضو المجلس العسكرى- تعليقا على أحداث مجلس الوزراء، أوقف سيادته المؤتمر فجأة ثم بدأ فى قراءة ورقة قال من خلالها "إن هناك مخططا ممنهجاً لحرق مجلس الشعب, وهناك تجمعات الآن للتنفيذ ضمن خطة تستهدف إسقاط الدولة المصرية"، ومنذ أقل من أسبوع كان مانشيت جريدة "الحرية والعدالة" بعنوان : قناع بانديتا ..خطة الأناركيين لنشر الفوضي" بينما جاء الموضوع الرئيسي فى الصفحة الثالثة من العدد تحت عنوان " مخطط لنشر الفوضي فى الذكرى الأولى للثورة : قناع بانديتا للأناركيين يقود فوضى 25 يناير ".
وعلى عكس ما يدعيه البعض من تأثر البورصة والاقتصاد المصرى بسبب التظاهر، قفزت مؤشرات البورصة فى نهاية تعاملات اليوم الخميس، آخر جلسات الأسبوع، محققة ارتفاعات قياسية لم تحققها منذ عام، حيث سجلت أرباحاً فى رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بلغ 16.34 مليار جنيه، بعدما سادت حالة من الاطمئنان والتفاؤل المستثمرين جميعا، وخصوصا الأجانب.
وهذا مأكده الدكتور أحمد جلال –خبير أسواق المال والمحلل الفنى- من أن تصدير فكرة تأثر البورصة كليا بالهبوط بسبب التظاهر أو حتى زيادتها بسبب الاستقرار هو كلام غير حقيقى، فقرار المستثمر يأتى من وجود نظام سياسى وأمنى مستقر ووجود دولة بها دستور وقوانين يحمى استثماراته لا من خلال نظام غير مستقر وقائمين على السلطة غير مرضى عنهم، والدليل على ذلك أنه بعد سقوط مبارك ارتفعت البورصة مؤقتا ولكنها عادت مرة أخرى للهبوط، لأن المستثمرين شعروا حينها بـ"المجهول" وحتى هذه اللحظة يعيشون نفس الحال لأنه ليست هناك سياسة ثابتة، ويوضح المحلل الفنى "أن الاتجاهات فى البورصة لا تتأثر التأثر الكامل بالانفعالات السياسية الجانبية ولكنها تتأثر بشكل جزئى"
ويقول الدكتور معتز عبد الفتاح –أستاذ العلوم السياسية والكاتب الصحفى- إن مشكلة التصريحات المجهلَة أن لها تأثير سلبى عالى، ولكنك لا تستطيع محاسبة صاحبها، فهى أقرب للرصاصات الطائشة التى لا تعرف مصدرها، كما دعى إلى الالتزام فى الفترة القادمة بأعلى درجات التهدئة، وعدم الانجراف نحو مطالب تنطوى على تصعيدات أو مزايدات الغرض من وراءها تسجيل المواقف، واستطرد لابد أن ننظر إلى الأمام، وهذا لا يعنى عدم محاسبة المخطئين، ولكن علينا ألا نتعسف فى استخدام الحق أو نفرط فى المطالبة به.
وعن تأثير مرور يوم 25 يناير بسلام على سير البورصة، يرى عبد الفتاح أن جوهر البورصة يعتمد على "التوقعات بشأن الربح" وأن الوضع السياسى أقرب للنهر الذى تسبح فيه سفينة الاقتصاد، وأنه طالما أن المؤشر السياسى يظهر أن الأوضاع تحت السيطرة فذلك دليل على صعود مؤشرات البورصة، والعكس صحيح، ويستكمل، أما بخصوص مرور الذكرى الأولى للثورة بسلام فهذا يرجع إلى عودة السمة الرئيسية للثورة وهى سلميتها، إذن فهناك مؤشرات على أن الفاعليين السياسيين فى مصر قد أصبح لديهم لغة أكبر هدوءا وتعقلا ورغبة فى العيش المشترك وهذا يعطى مؤشرات على احتمالات استقرار أعلى للتعقل عن الجنوح إلى التهور
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad