مدحت صالح : كده عيب .. مصر مش مايوه وكأس !

صدر منذ أيام البوم جديد للفنان مدحت صالح يحمل اسم " يديك ويدينا " ويضم 12 أغنية بينها أغنية عن ثورة يناير باسم " حلفت " ، ورغم خوف معظم الفنانين والمثقفين من صعود التيار الإسلامي إلا أن مدحت صالح يري العكس ..

ووجهة نظره أن الأخوان والسلفيين لهم موقف واضح قبل وفي أثناء وبعد الثورة ، وأنهم يعملون بجد في الشارع المصري عكس التيارات الليبرالية التي يري أنها انشغلت بالتوك شو وحولوا الثورة إلي " مكلمة " وتحولوا هم لمنظرين وهذا سبب خسارتهم فى الإنتخابات .. تفاصيل أكثر فى حوارنا التالي مع مدحت صالح .
ماذا عن الألبوم الجديد يديك ويدينا ؟

عملت علي هذا الألبوم منذ نحو عامين كاملين ، وبصراحة أنا لا اشعر بأن هذه مدة كبيرة .. فلابد لأي عمل أن يأخذ الوقت الكافي لدراسة كل عناصره من مزيكا وكلمات وتوزيع خاصة أنني  تسرعت كثيرا من قبل ولم احقق النتائج المرجوة ، ولذلك قررت أن أكون بطيئاً هذه المرة ، وأنا سمعت أغاني وكلمات أكثر حتي أستطيع أن اصنع توليفة خاصة في الألبوم الجديد الذي أقدمه للناس مع حالة التغيير الكبيرة التي تعيشها مصر وبالتبعية تنتقل للمستمع .
ولماذا تم تأجيل الألبوم أكثر من مرة ؟

 أجلت الألبوم عده مرات بسبب الأحداث في الميدان و الاشتباكات المتكررة ، فكنت مثل أي مصري أتابع ومشغول ببلدي ، ولم يكن التأجيل بسبب أن الأجواء غير مناسبة فقط لإصدار أي البوم .. فأنا اعتقد أن هناك البومات نزلت السوق الفترة الماضية وحققت نجاحاً معقولاً لكني كنت انشغل بحال البلد وما يجري فيها وكنت أري ضرورة الانتظار ، ولذلك تأجل صدور الألبوم عدة مرات .
وماذا عن رأيك في القوائم السوداء التي ضمت فنانين وممثلين ممن كانوا ضد الثورة ؟

أنا ضد هذه القوائم السوداء تماما ، فأنا أري أن المصري الجدع يستطيع أن يحتوي الجميع مهما اختلف معهم ولا يجوز أننا جميعاً كمصريين نقسم أنفسنا بين مؤيد لشيء ومعارض له ، فعلينا جميعاً أن نتسامح ونعفو وأنا متأكد أن هذه الصفات في قلب كل مصري خاصة وأننا لو لم نفعل ذلك سواء علي مستوي الفن أو غيره فسوف تتحول المسألة لصراعات وفرق خاصة وأن هناك من هو اخطر ممن وضعوا في قوائم سوداء .. وهم المتحولون واعتقد أن الإعلاميين بالذات أتضح عليهم هذا الامر ونسوا أنهم من المفترض أن يكونوا حياديين ، وقد تدني مستوي الحوار لشكل مبتذل ومرعب ، وأنا أري ضرورة سرعة إصلاح الأعلام الذي يشكل وجدان الناس وأفكارهم ، ولابد أن يعي الجميع أن البطولة ليست الآن فالذي تهاجمه الآن ولم تكن تستطيع فعل ذلك قبل الثورة فلن يصدقك احد ، البطولة انك تكون قد فعلت ذلك أيام الثورة الـ18 فى عز قوة مبارك ، وفكرة تأييد الثورة ليست بطولة هي الأخرى لان هذا أمر طبيعي الآن .
وكيف تري من يهاجم الثورة ويري أنها أثرت علي الاقتصاد المصري وكانت سبب في الانفلات الأمني الذي نعيشه ؟

هؤلاء فريق المحبطين الأنانيين الذين تأثرت مصالحهم الشخصية ولا ينظرون إلا لها رغم أننا جميعاً تأثرنا مادياً ، فأنا مثلاً مطرب ورزقي من الحفلات والألبومات والكل تأثر ، المهم أننا كسبنا ما هو أكبر .. عندنا بلد جديد وحرية وديمقراطية  ، وطبعاً هذا نتيجة كبت وظلم وجهل لمدة 30 سنة .
قدمت 5 أغاني للثورة هي " واقف في اللجنة الشعبية " و " مسلمين وأقباط " و " دم الشهيد " و " اتقي غضب الملايين " و " حلفت بربي " .. إلي أي مدي تري ان هذه الأغاني التي قدمتها أو حتى التى قدمها بقية الفنانين قامت برصد الثورة وآثرت في الناس ؟!

هذه الأغاني هي وسيلتنا للمشاركة في ثورة عظيمة كثورة يناير ، وأنا قدمت أكثر من 5 أغاني للثورة كلها من إنتاجي ، أولهم كانت " اتقي شر غضب الملايين " التي أصدرتها قبل التنحي بيومين  ، وبعدها قدمت " الجدع جدع والجبان جبان " ثم توالت الأغنيات بعد ذلك ..فكنت أري أن وسيلتي كمطرب أن اعبر عما تمر به البلاد من ثورة أو حالة غضب ، وحتي محاولات التفرقة بين المسلمين والأقباط رصدنا ذلك من خلال أغنية مسلم ومسيحي إيد واحده والتي أكدت أن الشعب المصري طول عمره مش بيفرق بين مسلم ولا مسيحي واعتقد أن دور الفن في التأكيد علي القيم والمعايير المصرية مهم ورصد حالة الالتفاف حول الثورة أيضا مهم ، لذلك خرجت كل هذه الأغاني ما نجح منها هو الأصدق والأقرب للناس ، وأنا شخصيا أعجبتني أغنية محمد منير أزاي وأغنية رامي جمال يا بلادي التي اعتقد أنها كانت الأفضل علي مستوي كل الأغاني التي قدمت عن الثورة علي الرغم من أن جملة يا بلادي يا بلادي مقتبسة من لحن بليغ حمدي ، وبالنسبة لأغنية حلفت بربي التي وضعتها في ألبومي الجديد هي تأكيد لكسر فكرة أن الأغنية الوطنية هي أغنية مناسبات فقط تعرض علي شاشات التليفزيون ولا تصدر في البومات ، فاليوم كل شيء تغير فالأغنية الوطنية مطلوبة أكثر من الأغنية الرومانسية .
وماذا عن رأيك في صعود الإسلاميين وهل تخشي علي حرية الإبداع وعلي الفن كما يخشى الكثيرين من الفنانين والمثقفين ؟؟

صعود الإسلاميين واكتساحهم في انتخابات مجلس الشعب أمر طبيعي جداً ونتيجه منطقية لعملهم في الشارع لسنوات طويلة ولمواقفهم الواضحة في أثناء الثورة وقبلها وبعدها ، فأري أنهم اشتغلوا بجد عكس التيارات الليبرالية التي انشغلت بالظهور في برامج التوك شو وكان كلهم همهم الظهور ولم يتواصلوا مع الناس وحولوا الأمر كله لمكلمة بصراحة أري أن الإخوان والسلفيين يستحقوا المكانة التي وضعوا فيها الآن ويكفي أن هذا هو اختيار الشعب المصري واري عيباً كبيراً في مسألة محاربتهم عن طريق وصف الشعب المصري بالجاهل أو غير الواعي أو حتي فكرة أن هناك البعض يدفع خدمات أو مساعدات ، فقد اظهروا الشعب كأنه متسول مع أن الحكاية أن هؤلاء الإسلاميين يساعدون أخوتهم من منطلق أن القادر يدعم غير القادر وليس لشراء أصوات أو غيره ، والدليل أنهم يفعلون ذلك من قبل الثورة وبعد نجاحهم في البرلمان ، فاليوم هم أعلنوا دعمهم للتعليم في مصر بمبلغ 50 مليون جنيه .. ماذا قدم الليبراليون ؟ ولاشيء سوي الكلام في الفضائيات ، هذا ليس هجوماً عليهم فانا احترمهم بشدة ولكنه دفاع عن الأخوان المسلمين الذين تربيت وسطهم ، فمنذ أن كان عمري 11 عاماً وأنا في جمعية الشبان المسلمين إلي أن وصل سني 18 عاماً وتعلمت معهم وعلمت الأطفال قراءة القران والأحاديث الشريفة ، اختلفت معهم سياسياً لكني اعرف جيداً المعاناة التي لاقوها ، فقد منعوا وعذبوا ووضعوا في السجون لمواقفهم ، أما الآن فهناك عشرات يطلقون علي أنفسهم لقب " ناشط سياسي " وأنا لا اعرف ما برنامجه وما أهدافه وما هويته ومن أين تمويله ، أما الأخوان فكيان واضح وصريح لذلك هم نجحوا فيما فشل فيه الآخرين .
الا تخشي أن يمنعوا نوعاً معيناً من الغناء العاطفي مثلا .. أو يتدخلون في شكل تصوير الأغنيات ؟

هذا نوع من التخويف من التيارات الإسلامية وجزء من الحرب ضدها ، الإسلاميون لن يأتوا كما يصور البعض ليمنعوا كل شيء ويحرموا كل شيء ، وعيب اختزال مصر في مايوه وكأس ، فمن المؤكد أن هذا ليس الهم الشاغل لا للإسلاميين ولا لغيرهم ، وأنا أري أن هناك من يستغل بعض التصريحات الفردية سواء للإخوان أو للسلفيين ويركز عليها اعلامياً  لمحاربتهم لكن علينا الاستماع للقيادات واري أن الأخوان معتدلين جدا في خطابهم ولن يحصروا الفن ولا الفنانين في نطاق ديني كما يتصور البعض لابد أن نجربهم حتي من مبدأ التجربة لخمس سنوات خاصة وأننا جربنا كل الأنظمة الأخرى 30 سنه من قبل وفشلت .
وماذا عن ادهم مدحت صالح ابنك المراسل لقناة دريم ومشروع المطرب الصاعد ؟

من الواضح أن ادهم ورث بالجنيات موهبة الغناء وأتذكر أول مرة رايته يغني بكيت من فرحتي به وأتمني أن يعطيه الله القبول عند الناس ومن تشابه صوته بصوتي أحياناً يوهم أصدقائي بأنه أنا عندما يتحدثون في التليفون ، وأتمني أن يوفقه الله في مجال الغناء لأنه مجال صعب ، هو اختار أن يدرس في كلية الإعلام ويعمل حالياً مراسلاً في قناة دريم  .

Bookmark and Share      طباعة     
باسم " حلفت " ، ورغم خوف معظم الفنانين والمثقفين من صعود التيار الإسلامي إلا أن مدحت صالح يري العكس ..
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad