خالد كساب يكتب : من شعب زاد إلى البرادعى







بلغنى أيها الشعب.. الذى من بعد طول أنتخه قد هب.. والذى وقف الخلق جميعا منذ حوالى خمستلاف سنه عدوا.. ينظرون إليه كيف يبنى قواعد المجد وحده.. بلغنى أنه لما إنتهى من البناء قرر يريح شويه.. فشد عليه البطانيه.. ومن شدة التعب راحت عليه نومه.. وظل نائما حتى أكلته البارومه.. ومن بعد طول سبات.. إستيقظ ليجد الكثير من الوقت قد فات.. والخلق الذين وقفوا ينظرون إليه زمان بقى بينه وبينهم مسافات.. ولأنه شعب عارف كويس معدنه وأصله.. شعر بأنه ما يستاهلش اللى بيحصله.. فقرر من الأنتخه يقوم ويسيب السرير.. إلا أن ولاد الحلال اللى ما يتوصوش فى الخير.. ما خلصهمش يسيبوه يقوم.. وكلما قام عاجلوه بمصيبه ترجعه للنوم.. ولما أخيرا قفش.. وفاق وراق وانتعش.. صرخ «عايز حقى».. فقالوله «كسر حقك.. إتفضل إرجع ع السرير ونام.. ماحناش فايقينلك»!
و هكذا أيها الشعب اللى كل يومين خبر جديد يزاوله.. بعد أن سلم البرادعى زمام قراراته طوال حياته لضميره وعقله.. أشارا عليه بأن ينسحب من الترشح لرئاسة الجمهوريه.. وعدم القبول بأن يكون جزءا من ديكور تلك المسرحيه.. خصوصا بعد أن أصبحت المسرحيه بايخه وممله ورخمه.. بعد أن أكد الجمهور أنه «إحنا شفناها قبل كده.. مالهاش أى تلاتين لازمه».. وهكذا فجر البرادعى قنبلته السياسيه.. بعد مرور عام على المرحله الإنتقاليه.. تلك المرحله التى لم تنتقل فيها البلد من أى حته إلى أى حته.. وكل ما تيجى تأيف الجاكته البنطلون يضرب.. تأيف البنطلون فتضرب الجاكته.. وهكذا وجد البرادعى أن ضميره وعقله والواجب.. يتطلبون منه ترك الملعب معلنا أنه «أنا مش لاعب».. حيث أن الحكم «الكابتن دستور» لم يأتى بعد.. وبناء عليه يصبح اللعب تهريج فى تهريج.. مش لعب بجد.. ولأن البرادعى رجل محترم.. رفض اللعب فى عدم وجود حكم.. ولم يجد أمامه غير تلك الطريقه ليخبر بها الجمهور فى المدرجات.. بأنه «خدوا بالكوا.. إنتوا بتتفرجوا على إعادة الماتش اللى فات».. ولأن الحقيقه دوما مره وما بتبسطش.. عمل الجمهور نفسه ما سمعش.. وإنهمك فى المتابعه.. آل يعنى فيه ماتش!
و هكذا أكد الرجل الذى قال دوما لا فى وجه من قالوا نعم.. أنه «كأن النظام لم يسقط.. وكأن الثوره لم تقم».. وبناء عليه.. ترشيح رئاسه إيه اللى انتوا جايين تتكلموا فيه؟!.. إنتوا عارفين قبله الدستور اللى حيحكمكوا حيبقى إيه؟!.. وطبعا إنقسمت الآراء إلى مؤيد لقراره وآخر معارض.. البعض رأى أنها ضربة معلم والبعض رأى أنه «كان يخليه قاعد».. والبعض رأى أنه فكره أكبر بكتير من مجرد القعاد على كرسى.. بينما رأى البعض الآخر أنه ما ياكلش مع المصريين الذين يتعاملون معه من منطلق أنه «إنجليزى دا يا مرسى»؟!
و هكذا كتب الله على تلك الأرض المقدسه منذ يوم ظهورها.. أن يترك حكامها الزباله تملأ شوارعها بينما يسحقون زهورها.. والزهور كما تعلمون تحتاج من أجل أن تعيش لميه.. ومية الزهور الآدميه هى الحريه.. لهذا يسحقونها بلا هواده وخصوصا لو كانت زهره نادره وفلته.. من منطلق أنه «مش طالبه وجع دماغ والنبى.. بلا خوته»!
و فى هذا الصدد.. لو دقق البنى آدم شويه سوف يجد.. أن كارهى البرادعى هم أنفسهم كارهى الثوره.. هؤلاء الذين ما صدقوش طلوعهم من الدحديره التى كانوا فيها فنطوا فى أول حفره.. لنتأكد أن المشكله ليست فى الأنظمه بقدر ما هى فى العقول.. وأن الموضوع أبعد من الحكم العسكرى ومن برطعة الفلول.. فالمشكله لا تزال فينا إحنا مش فى الحكام.. وكل ما حدث هو استبدال نداء «إنتبه السياره ترجع إلى الخلف» بنداء «إنتبه السياره ما بتطلعش لقدام»!
و بينما «شعب زاد» تحكى دخل عليها «مجلس يار» وهو غضبان.. « أنا مش قلت مش عايز أسمع سيرة الراجل دا فى هذا المكان»؟!.. فشعب زاد على طول عملت نفسها نايمه.. وطبعا انتوا عارفين النغمه.. خخخخخخخخ!
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad