تعرضت لضغوط نفسية شديدة خلال الأسبوع الماضى، وكان أمامى أحد أمرين، إما أن أتعامل مع الحزب الأكبر فى البرلمان، أو أتخلف عن دعوته، وتصرفت بما أعتقد أنه الصواب، لكن ما حدث فى نهاية الأمر جعلنى حزيناً، لأن أصدقاء وزملاء كفاح داخل وخارج الكتلة غضبوا منى، ويبدو أن العمل السياسى الحزبى فى هذه الظروف يتطلب مواصفات وقدرات لا أعتقد أننى أملكها.
تلقيت دعوة للقاء الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، وذهبت لمقابلته، وكان فى صحبته د. الكتاتنى ود. عصام العريان، وسألونى عن مطالبى السياسية، وكانت مطالبى واضحة أولها ضمان مدنية الدولة مع الاحتفاظ بالمادة الثانية من الدستور، والمطلب الثانى كان ضمان الحريات الشخصية من مأكل ومشرب وملبس وحرية السفر، والمطلب الثالث كان ضمان الحريات العامة، ومنها حرية الصحافة وجميع وسائل الإعلام وحرية الإبداع فى جميع أنواع الفنون، وحرية تأسيس جمعيات المجتمع المدنى بكل أنواعها، أما الأمر الرابع الذى تحدثنا فيه فكان حقوق الأقباط الذين نالهم أذى كبير من المتطرفين والجهلاء وذوى العقول الضيقة عبر سنوات، وهى كارثة كانت الدولة تلعب دوراً سلبياً فى محاربتها، وكانت تشمل حرق الكنائس والاعتداء عليهم، وكان دور الدولة هامشياً فى حلول عرفية بعيداً عن تطبيق القانون، وأخبرتهم بأنهم لم يحاولوا أن يستخدموا تواجدهم فى الشارع بالتدخل الإيجابى لحماية الكنائس والأقباط.
وقد تعهد الدكتور «مرسى» بتنفيذ هذه الطلبات الأربعة، وأكد أن الشريعة الإسلامية تؤيد هذه البنود كلها، وسعدت بذلك التأكيد، الذى أرجو أن أراه يتحقق على أرض الواقع، ويكون من ثوابت الإخوان، ولا يغيرون رأيهم فى بعض بنوده بعد أن يستتب لهم الأمر، وبعد ذلك سألنى الدكتور مرسى عن تصورى فى تكوين هيئة المكتب فى البرلمان، وكذلك اللجان البرلمانية، وأجبت بأن المناصب القيادية فى البرلمان يجب أن تراعى جميع الأحزاب والمستقلين، وتستفيد من الخبراء والشخصيات العامة.
وبعد أربعة أيام اتصل بى د. عصام العريان، ودعانى لحضور اجتماع للتوافق على المناصب الثلاثة الرئيسية بالبرلمان طبقاً لما اتفقنا عليه، وفى طريقى اتصلت بالدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، وعلمت أنه لم يتلق دعوة مماثلة.
ووجدت هناك ممثلون لثلاثة أحزاب إسلامية وحزبى الإصلاح والتنمية والكرامة، وتم الإعلان عما سبق الاتفاق عليه فى قيادة البرلمان، وبالنسبة للجان أكدت ضرورة مشاركة الأحزاب، التى لم تُدع وكذلك المستقلون، ثم قال الدكتور مرسى إن هناك مؤتمراً صحفياً للإعلان عن ذلك، وركبنا المصعد للدور الرابع، فوجدت أمامى حشداً هائلاً من الصحفيين والكاميرات لم أتوقعه، ولم أر شيئاً بهذا الحجم فى حياتى، وأعلن د. مرسى ما تم الاتفاق عليه، وأعلنت أمام كل الكاميرات أن هذا ليس تحالفاً وليس ائتلافاً، وإنما اتفاق يسرى فقط على الجلسة الافتتاحية للبرلمان، وأن جميع الأحزاب لابد أن تشارك بعدالة تامة، وقد أثار وجودى فى المؤتمر الصحفى استغراب البعض وغضب البعض، وسوء فهم عند آخرين، واعتقدوا أننى تحالفت مع الإخوان، والحقيقة أن ذلك لم يحدث على الإطلاق، وقد شرحت للكثيرين داخل وخارج الحزب موقفى، واقتنع الكثيرون لكن البعض لم يقتنع بمبدأ اجتماعى مع الإخوان أساساً.
وفى الزيارة الثالثة يوم الأربعاء قلت للجميع بصراحة إنه لابد من اشتراك جميع الأحزاب دون إقصاء أحد، وأن تكون هناك شفافية تامة وقواعد واضحة لقيادات اللجان.
وأود أن أقول إن الإخوان والسلفيين فى هذه الاجتماعات الثلاثة كانوا عقلاء ومنطقيين، وأرجو أن يستمر ذلك عند مناقشة القضايا الخلافية، حتى تعبر مصر الأزمة التى نعيشها، ويزول القلق بين عدد كبير من المصريين.
من ناحية أخرى، فإننى أعتز بأعضاء حزبنا المعارضين، وكذلك أعضاء الكتلة المصرية، وأقدر تعاونهم الوثيق والمحبة والإخلاص خلال المعركة الانتخابية، فهناك كثير من النبلاء فى الأحزاب الثلاثة، الذين استطاعوا أن يتخطوا عقبات كثيرة ليصل «الكتلة» إلى مقاعد معقولة فى البرلمان، وبالتأكيد فإن اسم الكتلة المصرية أصبح شعاراً جذاباً يحبه الكثير من المصريين، واعتبرته الأحزاب الإسلامية المنافس الأساسى والخطير، ولذا نال أكبر قدر من الاتهامات الباطلة المنافية للقواعد الشريفة والأخلاقية خلال الانتخابات، ويرجع الفضل الأكبر فى انتشار شعار الكتلة إلى مؤسس المصريين الأحرار، الذى قام بنشر الشعار على أوسع نطاق، ومن المؤكد أن «الكتلة» حصل على أصوات معظم من ينادون بالدولة المدنية الحديثة، وقد كان ذلك مستحيلاً إذا خاضت الأحزاب الانتخابات متفردة.
تحية حب وتقدير لحزبى التجمع والمصريين الأحرار شريكى، رحلة صعبة فى ظروف معقدة، ولتعلم جميع قيادات الحزبين أن تقديرى لهم كبير، وأن اختلاف وجهات النظر لا يعنى أننا غيرنا قناعتنا وأفكارنا، وليعلم الجميع أن خطنا السياسى واضح لم يتغير، ولم ولن نقدم تنازلات، وأن الاجتماع مع المنافسين التاريخيين هو جزء من لعبة السياسة بكل مساوئها وحسناتها.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
تلقيت دعوة للقاء الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، وذهبت لمقابلته، وكان فى صحبته د. الكتاتنى ود. عصام العريان، وسألونى عن مطالبى السياسية، وكانت مطالبى واضحة أولها ضمان مدنية الدولة مع الاحتفاظ بالمادة الثانية من الدستور، والمطلب الثانى كان ضمان الحريات الشخصية من مأكل ومشرب وملبس وحرية السفر، والمطلب الثالث كان ضمان الحريات العامة، ومنها حرية الصحافة وجميع وسائل الإعلام وحرية الإبداع فى جميع أنواع الفنون، وحرية تأسيس جمعيات المجتمع المدنى بكل أنواعها، أما الأمر الرابع الذى تحدثنا فيه فكان حقوق الأقباط الذين نالهم أذى كبير من المتطرفين والجهلاء وذوى العقول الضيقة عبر سنوات، وهى كارثة كانت الدولة تلعب دوراً سلبياً فى محاربتها، وكانت تشمل حرق الكنائس والاعتداء عليهم، وكان دور الدولة هامشياً فى حلول عرفية بعيداً عن تطبيق القانون، وأخبرتهم بأنهم لم يحاولوا أن يستخدموا تواجدهم فى الشارع بالتدخل الإيجابى لحماية الكنائس والأقباط.
وقد تعهد الدكتور «مرسى» بتنفيذ هذه الطلبات الأربعة، وأكد أن الشريعة الإسلامية تؤيد هذه البنود كلها، وسعدت بذلك التأكيد، الذى أرجو أن أراه يتحقق على أرض الواقع، ويكون من ثوابت الإخوان، ولا يغيرون رأيهم فى بعض بنوده بعد أن يستتب لهم الأمر، وبعد ذلك سألنى الدكتور مرسى عن تصورى فى تكوين هيئة المكتب فى البرلمان، وكذلك اللجان البرلمانية، وأجبت بأن المناصب القيادية فى البرلمان يجب أن تراعى جميع الأحزاب والمستقلين، وتستفيد من الخبراء والشخصيات العامة.
وبعد أربعة أيام اتصل بى د. عصام العريان، ودعانى لحضور اجتماع للتوافق على المناصب الثلاثة الرئيسية بالبرلمان طبقاً لما اتفقنا عليه، وفى طريقى اتصلت بالدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، وعلمت أنه لم يتلق دعوة مماثلة.
ووجدت هناك ممثلون لثلاثة أحزاب إسلامية وحزبى الإصلاح والتنمية والكرامة، وتم الإعلان عما سبق الاتفاق عليه فى قيادة البرلمان، وبالنسبة للجان أكدت ضرورة مشاركة الأحزاب، التى لم تُدع وكذلك المستقلون، ثم قال الدكتور مرسى إن هناك مؤتمراً صحفياً للإعلان عن ذلك، وركبنا المصعد للدور الرابع، فوجدت أمامى حشداً هائلاً من الصحفيين والكاميرات لم أتوقعه، ولم أر شيئاً بهذا الحجم فى حياتى، وأعلن د. مرسى ما تم الاتفاق عليه، وأعلنت أمام كل الكاميرات أن هذا ليس تحالفاً وليس ائتلافاً، وإنما اتفاق يسرى فقط على الجلسة الافتتاحية للبرلمان، وأن جميع الأحزاب لابد أن تشارك بعدالة تامة، وقد أثار وجودى فى المؤتمر الصحفى استغراب البعض وغضب البعض، وسوء فهم عند آخرين، واعتقدوا أننى تحالفت مع الإخوان، والحقيقة أن ذلك لم يحدث على الإطلاق، وقد شرحت للكثيرين داخل وخارج الحزب موقفى، واقتنع الكثيرون لكن البعض لم يقتنع بمبدأ اجتماعى مع الإخوان أساساً.
وفى الزيارة الثالثة يوم الأربعاء قلت للجميع بصراحة إنه لابد من اشتراك جميع الأحزاب دون إقصاء أحد، وأن تكون هناك شفافية تامة وقواعد واضحة لقيادات اللجان.
وأود أن أقول إن الإخوان والسلفيين فى هذه الاجتماعات الثلاثة كانوا عقلاء ومنطقيين، وأرجو أن يستمر ذلك عند مناقشة القضايا الخلافية، حتى تعبر مصر الأزمة التى نعيشها، ويزول القلق بين عدد كبير من المصريين.
من ناحية أخرى، فإننى أعتز بأعضاء حزبنا المعارضين، وكذلك أعضاء الكتلة المصرية، وأقدر تعاونهم الوثيق والمحبة والإخلاص خلال المعركة الانتخابية، فهناك كثير من النبلاء فى الأحزاب الثلاثة، الذين استطاعوا أن يتخطوا عقبات كثيرة ليصل «الكتلة» إلى مقاعد معقولة فى البرلمان، وبالتأكيد فإن اسم الكتلة المصرية أصبح شعاراً جذاباً يحبه الكثير من المصريين، واعتبرته الأحزاب الإسلامية المنافس الأساسى والخطير، ولذا نال أكبر قدر من الاتهامات الباطلة المنافية للقواعد الشريفة والأخلاقية خلال الانتخابات، ويرجع الفضل الأكبر فى انتشار شعار الكتلة إلى مؤسس المصريين الأحرار، الذى قام بنشر الشعار على أوسع نطاق، ومن المؤكد أن «الكتلة» حصل على أصوات معظم من ينادون بالدولة المدنية الحديثة، وقد كان ذلك مستحيلاً إذا خاضت الأحزاب الانتخابات متفردة.
تحية حب وتقدير لحزبى التجمع والمصريين الأحرار شريكى، رحلة صعبة فى ظروف معقدة، ولتعلم جميع قيادات الحزبين أن تقديرى لهم كبير، وأن اختلاف وجهات النظر لا يعنى أننا غيرنا قناعتنا وأفكارنا، وليعلم الجميع أن خطنا السياسى واضح لم يتغير، ولم ولن نقدم تنازلات، وأن الاجتماع مع المنافسين التاريخيين هو جزء من لعبة السياسة بكل مساوئها وحسناتها.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: