د.المهدي يكتب : الثورة فشلت والقادم دم !!







ثلاثة أجزاء من كتاب بعنوان ( عقلية الثورة المصرية ) كتبها الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر وفيها يحكي عن أحوال المصريين قبل الثورة والظروف التي أدت اليها في الجزء الأول أما الجزء الثاني فيتحدث عن 18 يوما فترة الثورة و الجزء الثالث هو ما بعد سقوط النظام وفي الجزء الرابع الذي يكتبه المهدي يتطرق للمرحلة الحالية وفي السطور القليلة القادمة يحلل الدكتور محمد المهدي عقلية المجلس العسكري والثوار والفلول وتوقعاته ليوم 25 يناير
 
في البداية ما هي الفتر ة الزمنية التي اختارتها لتكون الجزء الرابع من الكتاب ؟
 كتبت أجزاء كبيرة من الكتاب عن المرحلة الانتقالية والتي أري أنها أديرت أسوأ ادراة وأنا أكتب عن كل ما تمر به هذه الفتر ة من صعود وهبوط للثورة ومنتظر يوم 25 يناير وتبعاته وللعلم الثورات لا تنتهي في يوم أو شهر فالثورات تحدث في سنوات فالثورة الفرنسية قال بعض المؤرخين أنها استمرت عشر سنوات والبعض الآخر خمسين سنة وخلفت وراها ألاف الضحايا والجرحي ولكنها انتهت بالتطهير الكامل وارساء مبادئ الانسانية
وهل كنت تتوقع خلال كتابتك للجزء الأول أن تصل الي هذه النتيجة في الجزء الرابع ؟
لم أكن أتوقع أبدا أن تفشل الثورة المصرية فالثورة المصرية فشلت لأنه لم يتغير أي شيء وكل شيء كما هو ولكن الحشد الثوري نفسه عبقري والمشهد رائع وأنا لم أري  مثله في أي ثورة في العالم ففي الغالب كانت الثورات تتجه الي الدموية والعنف وقتل الحاكم ولكن في النهاية كان الثوار يمكنون فلا توجد ثورة واحدة حدثت ولم يحكم  الثوار باستثناء مصر وحتي الآن الثوار الحقيقيون لم يحكموا ولذلك الثورة فشلت
وهل عقلية الثوار المصريين هي  السبب في هذا الفشل من وجهة نظرك ؟
هناك أكثر من سبب لهذا الفشل أولها أن الميدان وسيلة الضغط ترك بعد تنحي مبارك ثانيها اعتبار عصام شرف من ميدان التحرير و هو الذي أصاب الثورة بنكسة كبيرة باعتباره ينتمي للثورة ولو كان استمر أكثر من هذا كانت هتبقي مصيبة والثوار لهم أخطاء و عدم التوحد علي شخص واحد يتحدث باسمهم وتغير المصالح وغيرها اضافة الي وجود مشروع ثوري مضاد من أحزاب وجماعات سياسية  لها  أجندتها الخاصة وهي الوصول الي  مراكز الحكم وبالتالي القوتان متناقضتا ن والصدام بينهما  حتمي وقادم
وهل تتوقع أن يتغير مسار الثورة يوم 25 يناير ؟
بالطبع فالثورة المصرية تتجه نحو الدموية وكل الاشارات تؤكد هذا وحالة السلمية التي اتسمت بها الثورة لن تدوم طويلا وأنا هنا لا أتحدث عن 25 يناير القادم فقط ولكني أتحدث عن المسار الطولي للثورة فالآن أصبح هناك قوتان قوة الشباب المصر علي الثورة وقوة المجلس العسكري والجماعات السياسية والتي تعتبر ضد أحلام الشباب والصدام بينهم وشيك وقادم ودموي فحالة الاحباط التي يعاني منها الشباب الذي لم يصل أي منهم الي منصب واحد ولم يدخلوا منظومة الحكم سيكون الرد الفعل الطبيعي له هو الدفاع عن الثورة
وما هي السيناريوهات المتوقعة لنهاية الثورة ؟
الثورات نهايتها معروفة فالثورة ستنتصر عاجلا أم آجلا ولكن سوف تنتهي بعملية تطهير لكل ما له علاقة بالنظام القديم بداية من وزير فاسد  مرورا برئيس تحرير منافق وصولا لموظف مرتشي ولن تترك الثورة فاسدا  الا وتقضي عليه وهذا طبيعي ولذلك ليبيا بلا فتن لأنهم أنهو النظام الفاسد وقتلوا رأس النظام الفاسد
وماهو تحليلك لتصرفات المجلس العسكري في الفترة الانتقالية ؟
تصرفات المجلس العسكري لها تفسيران تفسير برئ وهو قلة الخبرة في العمل السياسي لأنه كان في مواقف تحتاج الي حزم في بداية الثورة ثم اتجهوا الي الحزم العنيف بداية من محمد محمود وهذا التخبط وعدم الثبات علي طريقة واحدة دليل علي قلة الخبرة  وهناك تفسير آخر غير برئ وهو أنه  يفعل كل هذا لأنه يريد أن تتجه الأمور نحو الفوضي فمصلحته في لحظة معينة اعلان الأحكام العرفية واعلان توليه الدائم للسلطة
وما هو تفسيرك لوجود مرشحين فلول علي مقعد الرئاسة ؟
هذا اكبر دليل علي فشل الثورة فلا يوجد ثورة في العالم يخرج منها شخص كان في قلب النظام الحاكم الذي قامت ثورة لاسقاطه ليرشح نفسه رئيس للجمهورية فكان لابد من وجود محكمة ثورية لكل هؤلاء اضافة الي تحريم دخول الفلول في العمل السياسي 
 
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad