انسحاب البرادعى.. (خيبة أمل) أصابت الليبراليين.. و(اعتراف بالهزيمة) فى نظر (الإسلاميين) و شباب الثورة (مصدوم) من انسحاب البرادعى.. وفخور بموقفه
في
الاثنين, يناير 16, 2012
التصنيف
سياسة
فيما وصفت أحزاب ليبرالية ويسارية قرار الدكتور محمد البرادعى تراجعه عن الترشح لرئاسة الجمهورية بأنه «خيبة أمل لهم لكونه المرشح الوحيد الذى رفع سقف مطالب الديمقراطية والحريات فى ظل حكم الرئيس السابق»، إلا أن أحزابا إسلامية رأت فى القرار أنه «بمثابة اعتراف بالهزيمة» وأن البرادعى «علم أنه سيخسر.. ولذلك انسحب».
حزب الوسط ــ الذى يدعم الدكتور محمد سليم العوا كمرشح للرئاسة ــ وصف قرار البرادعى بأنه «خطوة غير مبررة»، وقال المهندس محمد السمان، الأمين العام للحزب لـ«الشروق»: أنا ضد انسحاب البرادعى، لأن وجود التنوع، يخلق حالة من المنافسة، وأرى أنها خطوة غير مبررة حتى يتراجع، حتى لو كان السبب هو الارتباك الذى نعيش فيه كما قال، ولكن هو جاء إلى مصر وقرر الترشح بهدف التغيير وكان عليه أن يستكمل الطريق».
وحول رؤية الحزب فى المرشح الذى سيتجه إليه أنصار البرادعى قال السمان: «خريطة المرشحين للرئاسة لن تتضح إلا بعد فتح باب الترشح للرئاسة»، مطالبا المجلس العسكرى بفتح باب الترشح للرئاسة من الآن.
وفى ذات السياق، قال المحامى ممدوح إسماعيل، نائب رئيس حزب الأصالة السلفى: «كنت أتمنى أن يخوض البرادعى سباق الرئاسة، ولكنه يبدو أنه رأى النتيجة الواضحة مسبقا، وعلم أنه ليس له نصيب، فآثر الانسحاب من الترشح بذكاء شديد، حتى يحفظ ماء وجهه»، مشيرا إلى أن المنافسة «ستدور بين المرشحين الإسلاميين».
مضيفا: «الشعب فى الانتخابات البرلمانية اختار أكثر من 70% من الإسلاميين ليكونوا معبرين عنه، وهذه النتيجة هى مؤشر لما ستؤول إليه انتخابات الرئاسة»، إلا أنه أشار فى الوقت نفسه إلى أن «خريطة المرشحين للرئاسة لم تتضح بعد»، متوقعا أن يظهر مرشحون جدد.
من جهة أخرى، اتفقت الأحزاب الليبرالية واليسارية على «موضوعية الأسباب التى دفعت البرادعى للانسحاب من سباق الرئاسة»، إلا أنها وصفت تراجعه بأنه «خيبة أمل».
مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، قال إن البرادعى «هو الوحيد الذى طالب بالديمقراطية، ورفع سقف المطالب فى وجود الرئيس السابق.. هو من الأشخاص الذين لا مأرب ولا مطمع لهم».
مضيفا إن البرادعى «محق فى قرار انسحابه، لأنه يعلم جيدا أن النتيجة معلنة مسبقا، وستكون لصالح من يؤيده النظام الحالى بالتوافق مع التيار الإسلامى».
وعن موقف حزب الوفد من مرشحى الرئاسة قال الطويل: «الأمور لم تتضح بعد.. الأمور داخل الحزب وعلى الساحة السياسية بشكل عام ستتضح مع فتح باب الترشح للرئاسة».
وقال سيد عبد العال، أمين عام حزب التجمع: «مبررات البرادعى فى الانسحاب من الترشح للرئاسة مقنعة»، مشيرا إلى أن المرشح المنسحب: «كان من أبرز الأسماء التى يؤيدها اليسار بشكل عام، ومن بينها حزب التجمع».
وأضاف عبد العال: «الحزب سيراجع باقى المرشحين المطروحين على الساحة لرئاسة الجمهورية ليختار منهم من يؤيده بشكل نهائى، خاصة وأنه متوقع ظهور مرشحين آخرين»، موضحا أن التجمع « سيعلن موقفه النهائى من مرشحه الرئاسى عقب غلق باب الترشح»، وقال: «ربما يكون هناك الأفضل.. المشهد السياسى مازالت الشرعية الثورية هى التى تحكمه.. البرلمان أيضا استمد شرعيته من الحرية التى خلقتها الثورة.، والفترة المقبلة ستنتقل بمصر لمجتمع حر ديمقراطى رقيب على البرلمان».
وعقد حزب المصريين الأحرار اجتماعا، أمس، لتحديد موقفه النهائى من المرشحين المطروحين على الساحة السياسية ــ لم ينته حتى مثول الجريدة للطبع ــ بحسب أحمد خيرى، عضو المكتب السياسى.
وقال باسم كامل عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، إنه يؤيد قرار البرادعى وحيثياته بنسبة 100%، مشيرا إلى أن هذا القرار يؤكد؟ أن الثورة لم تؤت بثمارها «ونرجع من تانى لمعا سنغير».
وعن موقف الحزب من مرشحى الرئاسة المطروحين بعد انسحاب البرادعى، قال كامل إن الموضوع لم يطرح بعد، خاصة وأن انتخابات الرئاسة لم يحدد تاريخها النهائى.
وأوضح أن الحزب عند فتح باب الترشح سيضع جميع الأسماء أمامه ثم يحذف المشبوهين ومن هم ضد الثورة والمرشحين الكاريكاتيريين لينتهى الأمر للمفاضلة بين اسمين أو ثلاثة أسماء على الأكثر، مبديا توقعه بأن يرشح الحزب مرشحا آخر فى الانتخابات الرئاسية.
و برغم الإحباط الذى أصاب عدد من ممثلى الائتلافات الثورية، فى أعقاب إعلان المعارض السياسى الدكتور محمد البرادعى، الانسحاب من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية، أمس الأول، إلا أنهم اعتبروا انسحابه «محاولة لتعرية وفضح المجلس العسكرى» ما يساعدهم على «حشد الجماهير للمشاركة فى احتجاجات 25 يناير الجارى».
«لم يكن انسحاب البرادعى مناورة سياسية بهدف كسب المزيد من التأييد الشعبى لصالحه، إنما كان قراره بالانسحاب احتجاجا على طريقة إدارة العسكر للمرحلة الانتقالية، وهو ما يساعدنا فى الحشد ليوم 25 يناير الحالى»، هذا ما أكده عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، طارق الخولى، مؤكدا أن ائتلاف الثورة «لم يحسم أمره بعد، حول مرشحهم للانتخابات الرئاسية».
وأضاف الخولى، الذى شارك فى اجتماع البرادعى وعدد من النشطاء الشباب فى مقر حملته الانتخابية، أمس الأول، والذى استمر ساعتين، إن «آراء المشاركين فى الاجتماع انقسمت بين مؤيد للقرار ومعارض له.. بعض أعضاء حملته وعدد من أعضاء الائتلاف، اعتبروا أن توقيت القرار خاطئ لما قد يسببه من إحباط للنشطاء قبل يوم 25 يناير، لكن البرادعى حسم أمره ولم يستشر أحد قبل إعلان انسحابه من السباق الرئاسى».
وتابع: «اتفقنا خلال الاجتماع على أن تتحول حملة البرادعى الانتخابية إلى كيان يتعاون مع كافة الائتلافات الشبابية الثورية، لحشد الجماهير للمشاركة فى فعاليات 25 يناير الحالى للمطالبة برحيل المجلس العسكرى».
وكشف الخولى عن أن «البرادعى نصح الشباب المشاركين فى اللقاء، وهم غالبية أعضاء المكتب التنفيذى فى الائتلاف وحركة شباب 6 أبريل، وأعضاء حملته، بالتوحد فى كيان مؤسسى واحد، قد يكون حزبا أو جمعية أو حركة سياسية، لاستكمال باقى أهداف ومطالب الثورة».
واتفق معه عضو اتحاد شباب الثورة هيثم الخطيب، والذى وصف قرار البرادعى بـ«الصائب» لأنه «يستهدف تعرية المجلس العسكرى وفضح ممارساته الفاسدة خلال المرحلة الانتقالية، وكان لابد أن يضع أحدهم نهاية لهذه المسرحية الهزلية»، على حد تعبيره. ويرى الخطيب، فى الوقت نفسه، أن توقيت القرار «يثير تساؤلات تتعلق بالأسباب التى منعته من الانسحاب وقت وقوع مجازر شارع محمد محمود ومجلس الوزراء». إلا أنه استدرك قائلا: «قد يكون هدفه من الانسحاب فى هذا التوقيت، حشد أكبر عدد ممكن للمشاركة فى احتجاجات 25 يناير الحالى». وفيما يتعلق بالمرشح الرئاسى الذى سيدعمه الاتحاد، قال الخطيب «لم نحسم موقفنا بعد، ونحن فى انتظار فتح باب الترشيح رسميا، خاصة فى ظل توقعات بانسحاب آخرين».
مضيفا: «دعمنا البرادعى قبل الثورة بسبب الزخم الذى أحدثه بإطلاقه حملة المليون توقيع على بيان التغيير، وأصابتنا الصدمة لانسحابه، فقد كنا بحاجة لمرشح يمثل التيار الليبرالى».
يأتى ذلك فى الوقت الذى اعتبر فيه «تحالف ثوار مصر» قرار انسحاب البرادعى «استمرار لمواقفه الداعمة للثورة وليس تخاذلا منه»، ودعا عضو المكتب التنفيذى للتحالف محمد ممدوح كل مرشحى الرئاسة المحتملين «أن يحذو حذو البرادعى، وينحازوا للثورة، ولا يشاركوا فى مسرحية المجلس العسكرى الهزلية المضادة للثورة».
واتهم ممدوح المجلس العسكرى بـ«تحمل مسئولية قرار البرادعى بسبب استمرار تردى الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد مرور عام على الثورة، بالإضافة للتشويه الممنهج الذى قاده المجلس للنيل منه ومن شباب الثورة». مضيفا: «نطالب البرادعى بالنزول إلى الميدان والانخراط فى الشارع المصرى والتواجد إلى جانب الثوار، والسعى لتوحيد الشباب خلف أهداف الثورة والعمل على انجازه».
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: