تعامل البعض مع إعلان محمد البرادعى عدم ترشحه للرئاسة أو أى منصب آخر فى ظل المتاهة الانتقالية الحالية وكأنه بيان اعتزال وقطيعة مع المشهد السياسى الراهن.. واستثمر البعض الفرصة لكى يكرس لفكرة أن الرجل يودع الساحة بمهرجان كبير يليق به، متمنيا لو يكف البرادعى عن الكلام والاشتباك مع الوضع الراهن، ولا يقترب منه، وإن اقترب فالأفضل أن يكون ذلك بمفهوم المعارض أو الناقد فقط.
وأظنها حالة من الأسى المصطنع على قرار الرجل بالابتعاد عن المسرحية التى تدور فصولها الآن، تخفى وراءها بهجة مطمورة بخروجه من السباق، ما يؤكد أنه الرقم الصعب فى كل المعادلات السياسية المصرية.
ولعل التركيز على تصوير البرادعى وكأنه فقط معارض من على بعد، ومحاولة الترويج لهذه الفكرة يكشف إلى أى حد لا يزال بعضهم يتمنون لو أنه يختار لنفسه منفى أو ركنا قصيا يتيح له إطلالة محايدة على الساحة.
وإذا كان من حق المتوجسين خيفة من وجود البرادعى أن ينحوا هذا المنحى، فإن الغريب حقا هو هذه الروح الشامتة من أشخاص تحلقوا حول البرادعى عند استقراره فى مصر كما تفعل الفراشات مع المصابيح المضيئة، ومنهم من استثمر حضور الرجل لكى ينتصر على غيابه ويعوض ضآلته فى ميدان السياسة المصرية، من بوابة أنه أحد أعضاء معسكر البرادعى، ومن المتحدثين باسم مشروعه للتغيير.. وقد سمعنا عجبا من بعض الذين قفزوا من سفينة البرادعى ليستقروا على ظهر المجلس الاستشارى ــ آخر ابتكارات المجلس العسكرى ــ بذهابه إلى أن البرادعى قرر الانسحاب لأنه اكتشف أنه بلا شعبية أو قاعدة جماهيرية تمكنه من الاستمرار فى السباق.
ولم يمنح هذا الممتلئ شماتة نفسه الفرصة لكى يرصد الدوى الهائل الذى أحدثته قنبلة امتناع البرادعى عن الاشتراك فى المهزلة، ويحكم على شعبية الرجل أو عدم شعبيته.. غير أنه لم يشأ أن يدع المناسبة تمر دون أن يستثمرها فى التطاول والتجريح فى الرجل، والتشكيك فى نبل مقصده من هذا القرار الكاشف لكل أشكال القبح والتدنى فى التعامل مع الثورة المصرية.
إن كارثة هؤلاء الذين جبلوا على الصفاقة والتصافق أنهم لا يستطيعون أن يتصوروا أن هناك من يتعامل مع السياسة من منظور أخلاقى وقيمى، يجعله يرفض هذا ويقبل ذاك وفق معيار وحيد هو مدى اتساق أو اختلاف المعروض عليه مع حزمة المبادئ والقيم والأفكار التى يؤمن بها، بصرف النظر عن معايير الصفقات والأرباح والخسائر.
لقد كان البرادعى واضحا وهو يعلن عدم خوضه معترك المناصب، بما فيها موقع رئيس الدولة، فى ظل البيئة الفاسدة الراهنة، غير أنه لم يقل إنه سيتوقف عن النضال من أجل إصلاح وتنقية هذه البيئة، على نحو أكثر اشتباكا والتحاما مما سبق، وعندها يمكن الحديث عن خوض أية منافسة على أى موقع.
إن البرادعى لم يغادر ولم يترك الساحة حتى يفكر بعضهم فى تقاسم تركته.
وأظنها حالة من الأسى المصطنع على قرار الرجل بالابتعاد عن المسرحية التى تدور فصولها الآن، تخفى وراءها بهجة مطمورة بخروجه من السباق، ما يؤكد أنه الرقم الصعب فى كل المعادلات السياسية المصرية.
ولعل التركيز على تصوير البرادعى وكأنه فقط معارض من على بعد، ومحاولة الترويج لهذه الفكرة يكشف إلى أى حد لا يزال بعضهم يتمنون لو أنه يختار لنفسه منفى أو ركنا قصيا يتيح له إطلالة محايدة على الساحة.
وإذا كان من حق المتوجسين خيفة من وجود البرادعى أن ينحوا هذا المنحى، فإن الغريب حقا هو هذه الروح الشامتة من أشخاص تحلقوا حول البرادعى عند استقراره فى مصر كما تفعل الفراشات مع المصابيح المضيئة، ومنهم من استثمر حضور الرجل لكى ينتصر على غيابه ويعوض ضآلته فى ميدان السياسة المصرية، من بوابة أنه أحد أعضاء معسكر البرادعى، ومن المتحدثين باسم مشروعه للتغيير.. وقد سمعنا عجبا من بعض الذين قفزوا من سفينة البرادعى ليستقروا على ظهر المجلس الاستشارى ــ آخر ابتكارات المجلس العسكرى ــ بذهابه إلى أن البرادعى قرر الانسحاب لأنه اكتشف أنه بلا شعبية أو قاعدة جماهيرية تمكنه من الاستمرار فى السباق.
ولم يمنح هذا الممتلئ شماتة نفسه الفرصة لكى يرصد الدوى الهائل الذى أحدثته قنبلة امتناع البرادعى عن الاشتراك فى المهزلة، ويحكم على شعبية الرجل أو عدم شعبيته.. غير أنه لم يشأ أن يدع المناسبة تمر دون أن يستثمرها فى التطاول والتجريح فى الرجل، والتشكيك فى نبل مقصده من هذا القرار الكاشف لكل أشكال القبح والتدنى فى التعامل مع الثورة المصرية.
إن كارثة هؤلاء الذين جبلوا على الصفاقة والتصافق أنهم لا يستطيعون أن يتصوروا أن هناك من يتعامل مع السياسة من منظور أخلاقى وقيمى، يجعله يرفض هذا ويقبل ذاك وفق معيار وحيد هو مدى اتساق أو اختلاف المعروض عليه مع حزمة المبادئ والقيم والأفكار التى يؤمن بها، بصرف النظر عن معايير الصفقات والأرباح والخسائر.
لقد كان البرادعى واضحا وهو يعلن عدم خوضه معترك المناصب، بما فيها موقع رئيس الدولة، فى ظل البيئة الفاسدة الراهنة، غير أنه لم يقل إنه سيتوقف عن النضال من أجل إصلاح وتنقية هذه البيئة، على نحو أكثر اشتباكا والتحاما مما سبق، وعندها يمكن الحديث عن خوض أية منافسة على أى موقع.
إن البرادعى لم يغادر ولم يترك الساحة حتى يفكر بعضهم فى تقاسم تركته.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: