خبيرعسكرى يفتح ملفات مسكوت عنها.. ويقدم حساب عام مضى علي إدارة الجيش للبلاد





بعد مرور عام على ثورة 25 يناير, حان الوقت لنحدد ما قدمه المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال عام كامل من ادارته للبلاد. فبين الانتقاد والاساءة شعرة تم تجاوزها,ولا ينكر أحد أن هناك ما يعكر صفو العلاقة بين الشعب وجيشه. وهناك خطوط حمراءكثيرة وأسرار متعددة لانعرفها وهناك عام ملئ بأحداث غير عادية.

من خلال حوار مفتوح، بلا نقاط حمراء أو خضراء كشف الخبير الاستراتيجى اللواء دكتور طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا العديد من المفاجآت والأسرار فى رحلة السياسة الجديدة على المجلس العسكرى وقوات الجيش التى لم تتدرب إلا لقتال العدو وحماية الحدود الخارجية من أى تهديد.



من أهم المفاجآت التى فجرها الحوار الضغوط الخارجية التى تعرض لها الجيش سواء من أمريكا أو من دول الخليج, سواء لبطىء عملية محاكمة مبارك أو لعدم فتح ملف المنح المقدمة لمنظمات المجتمع المدنى.


اللواء طلعت موسى قال أن قرار عدم اطلاق رصاصة واحدة على أى مواطن حمت البلاد من شرور الحرب الأهلية وأن حماية الجبهة الداخلية بجانب حفظ حدود البلاد تستحق القوات عليها التكريم وليس النكران.


أكد اللواء طلعت موسى أن انحياز الجيش وقادته للشعب لا يقبل التخوين وأن تسليم البلاد الى سلطة مدنية منتخبة لا بديل عنه. وإلى نص الحوار:


- ما هو شعورك كرجل عسكرى بعد مرور عام على ثورة 25 يناير؟


*رغم شعورى بالسعادة من قيام ثورة أنهت عصر استبداد, لكن للأسف أشعر بمرارة لم أشعر بها فى هزيمة 67 , فوقتها كان العدو " الصهيونى ", وكانت أسباب النكسة واضحة للجيش المشتتة قواته بين اليمن وسيناء. ومع ذلك التف الشعب المصرى حول جيشه ليضمد جراحه ويبدأ فى اصلاح أخطاؤه وتم البدء فورا فى رحلة استعادة الأرض والعرض. وتعلمنا فى القوات المسلحة أن من الدروس المستفادة لأخطاء الماضى أستطيع أن نستشرف المستقبل ونحدد خطط النصر .


اليوم الموقف صادم, فالجيش حمى الثورة ويتم ضربنا والقاء القوات بالطوب ,والادعاء علىها بأفظع الاتهامات ونحن لا نريد أن نتكلم هذه الأيام من المفروض أن تكون احتفالابانتصار الجيش والشعب معا, فالجيش حمى مصر من حرب أهلية مؤكدة, وذلك بسبب قرار عدم اطلاق أى رصاصة على أى مواطن. ورغم ذلك كان الرد من البعض بالقاء الطوب على القوات وكل ذلك من أجل" الأمن القومى " والقوات المسلحة تحملت الكثير من الضغوط من أبناء الشعب.


- ماذا عن الحلة المعنوية للجيش؟


* أنا لا أريد أن أتكلم عن حالة القوات المعنوية، الجيش يغلى من الداخل , كيف أضرب وأهان من بعض أفراد بلادى وأنا عزتهم وكرامتهم, هل المطلوب هو سناريو العراق, أى اسقاط الشرطةوالقضاء والجيش ونحن نساعدهم بالاضرابات والاعتصامات المتتالية والمطالب الفئوية على حساب المطالب القومية.


أقولها بصدق " نكران الجميل " اليوم أسوأ من شعور الهزيمة وكل ذلك بسبب غياب الشعور القومى والمسؤلية حتى نعبر مرحلة تاريخية من أهم مراحلنا. الانسان المصرى حدث له اختراق من حيث الولاء والانتماء لتحقيق توجهات خارجية يتم رسمها ووضع اطار حقوق الانسان لتتستر خلفه ولتخدع المواطنين, الذين سيأتى يوماً يعرفوا فيه أن القوات المسلحة تحملت الكثير والكثير .


- ما هو أبرز ما تحقق خلال عام من ادارة المجلس الأعلى لشؤن البلاد؟


*أول هذه الانجازات فى رأيى اجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلس الشعب لأول مرة فى تاريخ مصر, لتعبر عن إرادة الشعب وتقدم خريطة حقيقية متكاملة لكل عناصره وطوائفه. ثم هناك اعلان المشير حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة إلغاء حالة الطوارئ التى استمرت 30 عاماً وما رأيناه من تأمين للعملية الانتخابية والاعداد لها مع الشرطة المدنية بدون حوادث بلطجة, وهو ما أشعر المواطنين بالأمن والأمان .


- لكن لماذا لم يسيطر الجيش على حالة الانفلات الأمنى إلا فى أثناء الانتخابات فقط ؟


* تأمين مقار انتخابية لفترة معينة,أمر مختلف عن تأمين البلاد طولا وعرضا فى ظل وجود انفلات فى كل مناحى الحياة وليس المستوى الأمنى. ومن أجل تأمين الانتخابات تم تجميع القوات من كل المناطق والجيوش وتركوا مهمتهم الأصيلة لفترة معينة ,لكن لا نستطتيع ترك القوات للتأمين الداخلى طوال الوقت , فمهمة القوات الرئيسية هى حماية الحدود. لذلك تم تقسيم الانتخابات على مراحل ,وخلالها هناك جنود لم يأخذوا أجازة عدة أشهر. والاجراء السليم فى المسألة الأمنية هو رفع كفاءة الشرطة الداخلية فهذا دورها.


- لا يمكن ان نتجاوز بعض الحوادث حتى لو كانت فردية أثرت على العلاقة بين الجيش والشعب ,مثل حادثة سحل فتاة أو أحداث ماسبيرو ؟


* أى جندى فى القوات المسلحة تدرب على أن يكون مقاتلا وليس حافظا للأمن , وعندنا قسم فى الكليات العسكرية يقول " محافظاً على سلاحى , لاأتركه قط حتى أذوق الموت ", فى ماسبيرو كان يتم الاعتداء على جنود( عزل ) واحراق المركبات والمدرعات. وقد دربنا القوات على الموت دفاعاً على الحدود وليس فى ميدان التحرير. والجنود يرون وقوع ضحايا منهم وهم شباب أيضاً ولهم نفس الحماسة والوطنية ولا نعلن حتى لا تزداد الحالة المعنوية انخفاضاً, كيف أعد الفرد لمواجهة عدو وهو مهان فلى بلده؟


- ماذا عن حادث فتاة مجلس الوزراء "المسحولة"؟




* البنت قامت بسب القوات المسلحة بأفظع الشتائم والشريط المعروض تم" فبركته ", هل هناك جندى مصرى يرتدى حذاء رياضيا كاوتش؟. وللأسف الاعلام يساهم فى هذه الحالة لأنه لا يعرض الا وجهة نظر واحدة ويساهم فى التضليل. وهناك عدد كبير منهم له أهداف مادية وعلاقات خارجية تفرض عليه توجه معين, منها استضافة ضيوف بعينهم معروفين بمعاداتهم للجيش والشرطة.


- بحياد، كيف ترى كرجل خدم فى القوات المسلحة، إدارة المجلس العسكرى للبلاد؟


* من ينكر أن الجيش حمى الثورة والثوار جاحد, فجيش مصر هو جزء لا يتجزأ منه ولا يمكن أن نفصله. كما قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالاستجابة الى كثير من المطالب الفئوية لأبناء الشعب فى ضوء الممكن والمتاح بما يخفف عن معاناتهم , واعادة الأمن والأمان بعد حالة الانفلات الأمنى بعد 25 يناير من خلال اعادة هيكلة جهاز الشرطة واحلال الأجهزة والمعدات التى تم تخريبها ولا ننكر أن الوضع الأمنى فى تقدم مستمر والحملات مستمرة لاعادة الهاربين من السجون والخارجين على القانون .


- هناك ملفات عانت من الاستبعاد طوال 30 عاما, مثل بدو سيناء وملف النوبة، ماذا قدم الجيش لها؟


* هناك جهاز خاص لتنمية سيناء وتمليك لأراضى سيناء لأبنائهاوهناك محطة تحلية مياه جديدة وتم انشاء خمس قرى جديدة لتوطين المواطنين الحلم الذى نسيناه, مياه النيل سيتم ايصالها عبر ترعة السلام الى أجزاء أعمق فى سيناء. كذلك هناك اهتمام بالملف النوبى وسيوة والوادى الجديدكله ومطروح وكل أطراف الدولة الجغرافية. ورغم ذلك لا حديث للاعلام إلا عن المشاكل, أين هذه الخطوات التى انتظرناها طويلاً ولماذا لا نفرد التغطية للحديث عن المستقبل وما نريده ونفعله..


- ما هى الأسرار التى يرفض المجلس العسكرى الحديث عنها وقال أنها ستجعل الشعب أكثر فخراً بقواته؟


* طبعاً هناك العديد من الملفات التى يصعب الحديث عنها لأنها تمس أمن قومى , لكن دعينى أقول لك أمثلة حتى يفهم المواطن ..السياسة الخارجية لمصر امتازت منذ تولى المجلس العسكرى المسئولية بعزة وكرامة لتعود لمصر ريادتها ومكانتها الطبيعية اقليمياودوليا, لكن هذه المواقف لا ترضى بعض الدول فى المنطقة التى تربطنا بها علاقات مهمة , فهناك عمالة بالملايين فيها ,وهناك علاقات متشابكة.


أما عن أمريكا فلن أذيع سراً عندما أقول أن المشير رفض أن تفرض علينا البرادعى رئيساً للوزراء بدلا من الجنزورى ,كما رفض التدخل لوقف تفتيش مقار المنظمات المدنية التى تحصل على معونات بدون تصريح ,كل ذلك يغضبهم. ونحن لنا علاقات استراتيجية بهذه الدول ونمر بظروف دولية فى غاية التعقيد.



- ماذا تقول حول ما تردد بشأن رفض القوات المسلحة مبكرا لفكرة التوريث فى الحكم؟


* هذا ما أطلقت عليه فى البداية قلة عرفان بالجمي. ,فالحقائق تقول أن الرئيس السابق أعلن فى الخطاب الثانى أنه لن يترشح ولن يرشح ابنه , ومع ذلك ساندت القوات الشعب بل وأجبرت مبارك على التنحى. ومنذ أول بيان بدون القائد الأعلى للقوات المسلحة يوم 1 فبراير قال البيان أن الجيش يتفهم مطالب الشعب ويساندها .

ثم تعالوا نفكر بعقل مفتوح, أين القوة التى كان يمكن أن تقف أمام الجيش اذا انضم للرئيس أو اذا طمع الجيش فى الحكم، لا يوجد لكنها حمت الشرعية الشعبية ولازالت , وقررت الانضمام لمطالب الثورة وكل خطاب للمشير منذ ذلك اليوم يعلن عن (تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة ), والجدول الزمنى تم ضغطه وانتهت انتخابات مجلس شعب حرة ونزيهة حوالشورةى فى الطريق , فلم التشكيك ولصالح من؟

_هناك من يطالب بتسليم البلاد لمجلس الشعب المنتخب فوراً أو لمجلس رئاسى مدنى؟


* فى المقابل هناك أيضا من يصر على استكمال المسيرة الديمقراطية بخطوات محددة سلفا ويطالب المجلس العسكرى حماية تسليم السلطة الى المدنيين قبل 30 / 6 كما تم الاعلان عنها , ثم أن مجلس الشعب نفسه حزب الأغلبية الآن فيه الحرية والعدالة، رفضت تسلم البلاد الآن ونتريد اكمال الطريق المرسوم ربما حتى لا تقع فى مواجهة علاقات خارجية معقدة أو حتى تحمى السلطة التشريعية والرقابية التى حصلت عليها ,فهل يوافق الشعب أن ينفرد حزب واحد أيضاً بالسلطة التنفيذية هذا سؤال مهم.


- ما هى الرسالة التى ترغب فى ايصالها للمواطنين ؟


* أقول لكل الشعب أن جيشه هو عرضه وهو ملكه ويدافع عن اختياراته وقد تعهد بتسليم البلاد لسطة مدنية منتخبة قبل 30/6 ويومها لن يسمح أحد باستمرار غير الحكم المدنى, أقول أن الجيش حمى البلاد وحافظ على الأمانة وتحملت قواته ما لايطيقه بشر من توصيل مواد غذائية الى تأمين امتحانات الى انتخابات الى حملات أمنية وملفات ماغومة لعهود طويلة, تحمالت القوات التعهد بعلاقات قوية مع جميع الدول والالتزام بالمعاهدات وخاصة معاهدة السلام، وذلك حتى لا يتم جرنا الى حرب غير مستعدين لها , حمت الحدود فى ظل انهاك قواتها داخلياً.أقول أن قواتنا تستحق التكريم وعمل تماثيل لها وليس التقليل من شأنه.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad